ما العلاقة بين حاسة اللمس والشم

تعتبر حواسنا الخمسة وسيلة رئيسية لنا لاستكشاف وتفسير العالم المحيط بنا. وعلى الرغم من أن كل حاسة لها وظيفتها المميزة، فإنها تعمل بشكل مترابط ومتكامل لتوفر لنا تجربة حسية شاملة وغنية تساعدنا في فهم العالم من حولنا بشكل أفضل.
سنتكلم في هذا المقال عن ارتباط حاسة الشم بحاسة اللمس فهو موضوع مثير للاهتمام في مجال علم النفس الحسي. فكلتا الحاستين تلعبان دورًا مهمًا في تجربتنا الحسية و تفاعلنا مع العالم المحيط بنا.

على الرغم من أنهما تعملان على نحو مستقل إلا أن هناك عدة آليات تجعلهما مرتبطتين ببعضهما البعض

 

أولاً

يمكننا النظر إلى العلاقة بين حاسة الشم وحاسة اللمس من خلال النظر إلى التشابه في الهياكل التشريحية للأعصاب المسؤولة عنهما. فالأعصاب التي تحمل إشارات الشم واللمس تنتهي في النهايات العصبية الموجودة في الأنف والجلد على التوالي. هذا يعني أنه ربما يكون هناك تبادل للمعلومات بين هاتين الحاستين في مستوى الأعصاب.

ثانياً

هناك تداخل في تجربة الشم واللمس في الدماغ. فعندما نشم رائحة معينة، تصل الإشارات العصبية إلى الجزء المسمى البلعم الشمي في الدماغ. وفي الوقت نفسه، عندما نلمس شيئًا، تصل الإشارات العصبية إلى مناطق مختلفة في الدماغ المسؤولة عن اللمس. يُعتقد أن هناك تفاعل وتداخل بين هاتين المنطقتين في الدماغ، مما يمكن أن يؤثر على كيفية تجربتنا لكلتا الحواس.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أبحاث تشير إلى أن الروائح يمكن أن تؤثر على تجربتنا اللمسية. فقد أظهرت دراسات أن بعض الروائح يمكن أن تؤثر على قدرتنا على تمييز الأشياء التي نلمسها، وتعزز تجربتنا الحسية بشكل عام. وهذا يشير إلى وجود ترابط بين حاسة الشم وحاسة اللمس على مستوى العلاقة بين المستقبلات الحسية والدماغ.

إليكم أمثلة توضح ارتباط حاسة الشم بحاسة اللمس

عندما نلمس زهرة على سبيل المثال

فإننا قد نشعر بقوامها الناعم أو الخشن، ونلاحظ الانتعاش الذي توفره رائحتها المميزة. في هذه الحالة، يتم تفعيل كل من حاسة اللمس وحاسة الشم في نفس الوقت، مما يعزز التجربة الحسية ويضيف عمقًا إلى الاستجابة الحسية.باختصار، الزهور تعزز حاسة الشم من خلال العطور الجميلة التي تنتجها، وتعزز حاسة اللمس من خلال تجاوبها وأشكالها المتنوعة. تفاعلنا مع الزهور يمكن أن يكون تجربة حسية ممتعة ومريحة ويساهم في إحساسنا بالسعادة والراحة.

 الطعام

حيث يُعتبر تجربة تذوق الطعام تجربة متعددة الحواس. فعندما نأخذ قضمة من طعام، فإننا نستخدم حاسة اللمس للشعور بالقوام والملمس، وحاسة الشم لاستشعار الروائح والنكهات الطيبة.

علاقة حاسة الشم بحاسة اللمس من الناحية الطبية

في عمليات الجراحة

يمكن استخدام التخدير الموضعي الذي يتضمن تطبيق مواد عطرية على الجلد قبل الحقن. تشير الأبحاث إلى أن الروائح العطرية يمكن أن تقلل من الألم المصاحب للإبرة وتخفف التوتر والقلق لدى المرضى.

العلاج الشمي

تستخدم الروائح العطرية في العلاجات البديلة مثل العلاج بالروائح العطرية والعلاج بالزيوت العطرية حيث يتم تطبيق الزيوت العطرية على الجلد أو استنشاقها، ويعتقد أنها تعمل على تحفيز الحواس وتعزيز الاسترخاء والشعور بالراحة.

بشكل عام، حواسنا المختلفة تعمل معًا لتكملة تجربتنا الحسية وتوفير معلومات متعددة حول العالم المحيط بنا. وعندما تتعاون حاسة الشم وحاسة اللمس، فإنها تعزز بعضها البعض وتساهم في تعميق فهمنا واستجابتنا للمحيط.

اترك تعليقاً