العطر هو جزءٌ من اليوميات البشرية منذ القدم، فقد اعتمد عليه الناس في احتفالاتهم الدينية وأفراحهم والمناسبات المختلفة، كما يعد أحد أهم مكونات العناية الشخصية، وقد سميت العطور بأدوية الجمال، لمكانتها في تحسين النظرة العامة للفرد.
العطر والثقافات القديمة
العطر في الشرق الأوسط
يعد العطر أساسياً في الشرق الأوسط، فهو من أهم مستحضرات العناية الشخصية والنظافة اليومية، وقد استخدمه الناس في الشرق الأوسط في مناسباتهم المهمة وأعيادهم الدينية، وتميزت العطور في الثقافة الشرقية بقوتها وجرئتها وقد كانت العطور دليلاً على مكانة الفرد الاجتماعية، وقد قدم العلماء المسلمين أفضل الطرق لصناعة العطور، وخصوصاً صناعة العطور عن طريق التبخير والتقطير.
العطر في الثقافة الهندية
من العادات المشهورة في الهند تقديم العطور للضيوف وهو أفخر أنواع الضيافة، فالعطر لديهم هو خير وسيلةٍ للترحيب بالقادمين الجدد، وتصنع العطور الهندية من مكوناتٍ طبيعيةٍ كالأزهار والأخشاب، كما دخلت العطور أيضاً في صناعة الأدوية في الهند.
العطر في الثقافة الأوروبية
يرتبط العطر في الثقافة الأوروبية بالنبل والرقي، فقد كان محتكراً للطبقات الغنية، وهو يدل على الفخامة والثراء، ومع تطور الصناعة وجدت الكثير من العلامات التجارية، والتي تصنع أفخم العطور في أوروبا، والعطور الأوروبية مصنوعة من مكونات طبيعية وصناعية، وقد جذبت فئات واسعة من محبي العطر.
العطر في الثقافة الإفريقية
لقد اعتقد الأفارقة القدماء أن العطور هي السبيل الوحيد للعلاج الروحاني والتواصل مع الأجداد، ثم بدأوا باستخدامه في الأفراح والاحتفالات الدينية والجنائز، وقد كانت العطور الإفريقية مستخلصة من اللبان والمر وبعض الأخشاب مثل خشب الصندل.
العطر في الثقافة اليونانية
استخدم الإغريق العطور في الحفاظ على نظافتهم الشخصية، وقد اختاروا عطوراً تفوح منها رائحة الزهور والفواكه، فهي مناسبةٌ لاستخدامهم اليومي، واجتماعاتهم المختلفة.
العطر في العصر الحديث
مع تطور الصناعة في العصر الحديث أصبح العطر أكثر تنوعاً ويشمل مختلف المنتوجات، ويناسب مختلف الثقافات، فهناك العطور التي تفوح برائحة الأنوثة والجمال والتي صنعت من روائح الأزهار والتي ازدهرت صناعتها في الغرب، بالإضافة إلى بعض المنتجات الصناعية والتي دخلت حديثاً في صناعة العطور الغربية ، أما في الشرق الأوسط الحديث فهناك المكونات العربية الأصيلة كالمسك والعنبر وقد أضيف إليها روائح الأزهار وبعض المكونات الأخرى.
مع استمرار تطور العالم سيبقى العطر جزء لا يتجزأ من حياة الشعوب مع اختلاف ثقافاتهم، فمن المثير الاهتمام بتغييرات العطور وتأثيره على مختلف الثقافات.