مواد مستخدمة في صناعة العطور

صناعة العطور من أقدم الفنون منذ قرون، ومع  تقدم الزمن استخدم العطارون العديد من المكونات لاصطناع عطور لا مثيل لها تُثير اهتمام المستهلك وتلبِّي رغبته في التنوع والتميز والألَق.
فمثلاً هناك بعض العطور تُصنع من مواد متوقعة وهي نوعاً ما تقليدية ومألوفة، كالأزهار.
لكن بعضها الآخر صُنع من مواد ليست عادية ولا يمكن توقعها.

وقد وردنا في هذا المقال عدة نماذج  من مواد  قد دخلت في صناعة مختلف أنواع العطور.

مكونات الغذاء

صُنعت بعض العطور من غذائيات غير متوقعة مثل القهوة والشوكولاتة وأيضاً تصنع من التبغ، ف هذه المواد باستطاعتها إضافة رائحة مميزة وملفِتة مما يجعلها مثيرة للاهتمام عند المستهلكين، كما أنها تجعل العطر الناتج ذو طابع فريد من نوعه.
ولا شك أن كل رائحة عطر لها تأثير لا يمكن إلا أن يُؤخذ على محمل الاهتمام وهو إثارة مشاعر الحنين، ف رائحة العطر ترتبط في غالب الأحيان بذكرى معينة في أذهان الناس وتحرك لديهم بعض المشاعر الدفينة أو الذكريات المنسيّة.

المواد الاصطناعية

كما أن بعض العطور كُوِّنت أيضاً من مواد اصطناعية مثل المسك الصناعي و العنبر المصنع.
يُحضر هذان الصنعيان بواسطة مخبرييِّن يحضرونها في مختبراتهم، وبما أنها مصنعة ف لا بد أن تُستوحى رائحتها من المواد الطبيعية، وهي غالباً مستخدمة ليتم الاستعاضة بها عن المكونات المشتقة من الحيوانات، ولا سيما أن استخدامها يمكنُّنا من إنشاء روائح مميزة غير اعتيادية محبَّبة للنفس.

المواد النفطية

يتم تصنيع بعض العطور من بعض أنواع المواد النفطية الصنعيّة كالقطران والديزل والبنزين، أيضا هذه المواد باستطاعتها إثارة المشاعر المتعلقة بالذكرى والحنين للماضي أو العودة لشعور تمَّ في لحظة كانت منسيَّة فتبعث في النفس ارتعاشةً غريبة.

إفرازات الإنسان

لا شك أن هذا الأمر غير مألوف للذهن لكن بالفعل توجد بعض العطور المصنّعة من إفرازات الغدد العرقية لدى الإنسان وكذلك الغدد الدمعية، فهذه المواد تعطي تاثيراً طويل الأمد ويبقى لساعات أطول من غيره من المواد، ومما لا شك فيه أن تحصيل مثل هذه المواد يتم بطرق غير أخلاقيّة ولا قانونية لذلك يُستحسن تجنُّبها والاستعاضة عنها بمصادر أخرى غير مُؤذية.

إفرازات الحيوانات

لا شك أنها المصدر الأكثر غرابة، لكن بالفعل هناك بعض العطور يتم تصنيعها من إفرازات حيوانية عديدة كالعنبر والزباد والمسك. مثل هذه المواد يتم الحصول عليها عن طريق إفرازات غدد بعض الحيوانات، أيضا العطر المُصنَّع  من هذه المصادر يتمتع برائحة تدوم طويلاً ويكون تركيزها عالياً.
أيضا مثل هذه المواد يكون الحصول عليها غير أخلاقي،
وقد تم استبدال هذه المشتقات الحيوانية ببدائل صناعية فهذا هو الأفضل من أجل سلامة البيئة وسلامة الحيوان.

ثنائي ميتيل الكبريتيد

هذه المادة لها رائحة واخزة وكريهة كرائحة البصل، حيث يتم استخراجها من البصل ونبات الهليون وكذلك فاكهة الدوريان والورود، ونبات يسمى ب إبرة الراعي،و نتساءل لمَ يتم استخدامها في صناعة العطور بالرغم من رائحتها الكريهة؟ يعود السبب في ذلك إلى أن ميتيل الكبريتيد يوجد بشكل طبيعي في الهواء الرطب قرب البحر لذلك يميل العطارون إلى إضافتها لعطورهم من أجل إكسابها رائحة البحر النقيَّة.

في الختام نجد أن صناعة العطور تتعدى كونها مجرد صناعة كغيرها، بل هي فن إبداعي وحقيقي قائم بحد ذاته، استطاع من خلالها الإنسان ابتكار الكثير من الروائح اللطيفة المحبَّبة وبكميات لا حدود لها وأنواع متميزة وعديدة ومصادر غير مألوفة للذهن، ولا شك أن الفائدة منها كبيرة

اترك تعليقاً